ماذا يريد الذين ينادون بتعديل مدونة الأسرة

بوشتى جد
مازال الجدل مستمرا بخصوص تعديل مدونة الأسرة إذ يراهن الحداثيون والعلمانيون على تحقيق هذا الإنجاز ليكون نقطة تحول في المجتمع المغربي الذي يريدون أن يجعلوا منه مجتمعا حداثيا وبتعبير أدق نسخة من المجتمعات الغربية التي حصرت الدين في الكنائس والمعابد ولم يعد له دخل وشأن في الحياة الإجتماعية فأستطاعوا بذلك تجريد الأسرة والمجتمع من كل ماله علاقة بالدين وبالخصوص ما يتعلق بنظام الأسرة من زواج وطلاق وإرث كما أنهم ركزوا بشكل كبير على الإباحية والحرية الفردية لكل شخص إذ وضعوا العديد من القوانين التي تدافع عن الحرية بشكل مطلق حتى بدأنا نرى مجتمعات يسودها الإنحلال الأخلاقي والتفكك الأسري وينتشر فيها الفساد الأخلاقي بشكل مذهل لأن هذه المجتمعات لاتريد الدين ولا تريد الأخلاق لأن هذا يعتبر عائقا بالنسبة لها فهي تريد ان تتحرر من كل الظوابط والقيود ولا عجب أن تصبح الدعارة عندهم شيء
عادي وتحت حماية القانون ويصبح الزواج الرجل بالرجل قانونيا أيضا لأن المثلين عندهم يتمتعون بالحرية الفردية التي هي حق لكل شخص وهذا إنحراف عن الفطرة وعن الطريق النظيف الذي يريده الله للإنسان في هذه الحياة .
إن المجتمعات المادية اليوم تخلت عن الدين والأخلاق وبما أنها أصبحت تمتلك القوة التكنولوجية فإنها تعتقد أنها لم لم تعد في حاجة إلى الله وهذا مايرده المقلدون لهذه المجتمعات التي تركت الدين جانبا وإن إستطاع هؤلاء تحقيق مايريدون فإن مجتمعنا المغربي سيعرف تحولا خطيرا من الناحية الأسرية ومن الناحية الإجتماعية والأخلاقية إذ ستتسع ظاهرة العزوف عن الزواج وسترتفع نسبة العونوسة وستنتشر ظاهرة الدعارة خاصة وهم يدافعون عن العلاقات الرضائية وهذا مايجعل القانون في خدمة الانحلال والمفاسد الأخلاقية كما أن الأباء سيفتقدون السيطرة على سلوك أبنائهم وهذا هو الخطر في حد ذاته.