المواطنة المغربية : الطيبي صابر
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ
وأجاب في سَمْت وفرطِ كذاب
يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني
أرثِي لثورة جَهْلكَ الثلاّبِ
عندما كنت صغيرا، كنت أسمع من الكبار أن سائل القطران يبعد الزواحف عموما والثعابين خصوصا عن المنازل ، لذلك كانوا يضعون هذاالسائل على العتبات والنوافذ… وكنت أراقب لساعات وقوع هذا الأمر ، ولكنني لم أشهد أبدا على حية أو حتى عقرب ابتعدت بسبب هذه المادة . ومؤخرا قرأت معلومة تقول إن دراسة أجريت على علاقة الثعابين بالبترول، فتبين أنها لا تقترب من مكان فيه رائحة البترول. فهل الثعابين فعلا لا تقترب من هذه المواد لرائحتها القوية؟ أم وراء الأمر سر آخر؟ !
لا يقتصر هذا الفعل علينا ، نحن العرب فقط، بل نجده منتشرا عبر العالم ؛ فالأمريكيون يلجأون إلى رش مادة القطران أو مشتقات البترول ﻹبعاد الثعابين. وربما هي تقاليد عند كل شعب، فالإيرانيون يقومون بحرق شعر الماعز مع الزعتر في الجحور. والسودانيون يستخدمون الشطة السوداني (خلطة من التوابل يغلب عليها الفلفل الحار الأحمر ). والمصريون يلجأون إلى نبات الشيح البلدي. وهناك من يستخدم المبيدات الفوسفورية كالكبريت وفوسفيد الزنك….
إن الذي أثارني ، وأنا أتناول هذا الموضوع ، هو أن المغاربة يشبهون الأمريكيين في طريقة محاربتهم لهذه المخلوقات!!!.
يعيش اليوم في جميع أنحاء العالم أكثر من 3000 نوعا من الثعابين ، بما في ذلك الصحاري والمستنقعات والغابات والمراعي والمحيطات.
وللثعابين دور كبير في المحافظة على البيئية، لذلك ينصح بعدم قتلها عند مشاهدتها في المنزل أو المناطق القريبة منه، بل الاكتفاء بطردها وإعادتها إلى المناطق البيئية التي تنتمي إليها.
أما قتلها ففيه اختلاف؛ إذ هناك من يقول بقتلها أينما وجدت، وهناك من يقول بقتل التي توجد خارج المنزل فقط . فقد روي ان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات ، خارج البيوت ، أما إذا كانت داخلها فإنها لا تقتل حتى تنذر ثلاثا ، وذلك لاحتمال أن تكون من الجن ، فإن ظهرت بعد ذلك قتلت. ويعتقد بأن قتلها قد يكون قتلا للجن الذين يظهرون في صورة الحيات والأفاعي . أما القول بأن قتلها يجلب سوء الحظ فقول باطل لا أصل له.
وعلى الرغم من سمعتها المخيفة، فإن العديد من الثقافات تعتقد تقليديا أن الثعابين تجلب حظا سعيدا. ففي اليابان، مثلا ، ترمز الثعابين إلى الثروة والمال.
وتبقى علاقة الإنسان بالثعابين علاقة مرتبطة بأقدم الطقوس المعروفة للبشرية والتي تمثل تعبيرا مزدوجا عن الخير والشر.