مناورة إخوانية في المغرب.. “طريق العودة” مِن باب المعارضة

jamal2 فبراير 2022آخر تحديث :
مناورة إخوانية في المغرب.. “طريق العودة” مِن باب المعارضة

حالة مِن التناقض والانتقادات يعيشها ويُواجهها حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لإخوان المغرب، بسبب مُحاولته المستمرّة للعودة إلى المشهد السياسي في البلاد مِن باب المعارضة، بعد خروجه مِن الحكم إثر هزيمة مدوية في الانتخابات التشريعية في سبتمبر الماضي.
وسادت حالة مِن الغضب تجاه الحزب الإخواني عززتها على مدار الأيام الماضية تصريحات البرلماني السابق عن الحزب، المقرئ أبو زيد الإدريسي، حول اختفاء النحل مِن بعض المناحل بمناطق مختلفة في البلاد، وربطها بالتطبيع مع إسرائيل، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة اتهمت الإخوان بالتناقض ومحاولة استغلال الفرص للتسلل مِن باب المعارضة.
ويرى الإعلامي المغربي محمد واموسي أن الحزب الإخواني يحاول في الوقت الراهن الاصطفاف في صفوف المعارضة لكسب أرضية جديدة تمكّنه من العودة إلى المشهد السياسي الذي بات خارجه بشكلٍ نهائي بعد خسارته المدوية في الانتخابات ومِن ثمّ خروجه من ائتلاف تشكيل الحكومة، فيما يمكن وصفه بأنه بحث عن موطئ قدم جديدة، لكنها محاولة محكوم عليها بالفشل لأنها تعكس تناقض المواقف وزيف الشعارات.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، يقول واموسي إن ما جرى هو أن هذه الجماعة التي نجحت في تمويه الشعب المغربي وبيع الوهم له حين قدّمت نفسها كبديل خلال ما سمّي الربيع العربي عام 2011، سرعان ما سقط قناعها وفقدت ثقة الشعب في المغرب بعدما فقدت نفس الثقة في دول أخرى مثل تونس والسودان ومصر.
وتابع: “لا نعرف إن كانوا سيقومون بمراجعات عميقة أو سيعترفون بأخطائهم الفادحة بعدما طويت صفحتهم”.
وأوضح واموسي أن الفشل السياسي والتدهور الاقتصادي والمنفعة الشخصية وفقدان الثقة في الإخوان كُلّها معايير أدت إلى ترقب الفشل الحتمي لهذا الحزب خلال الانتخابات المغربية، وبهذه النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في المغرب تجلّت الحقيقة في أجمل صورها في آخر معاقل تنظيم الإخوان، مشيرًا إلى أن فترة حكمهم كانت كاشفة وأنهم لا يمتلكون مشروعًا سياسيًّا أو اجتماعيًّا، لكنّهم تسللوا خلف الشعارات الدينية التي تعتمد على دغدغة المشاعر واستغلال عاطفة المواطنين.
وأشار الإعلامي المغربي إلى أن مُحاولة العودة محفوفة بالفشل لأنهم أخذوا الفرصة كاملة للحكم في المغرب بدون أي مشاكل منذ ما يسمّى “الربيع العربي” لكن كان الفشل حليفهم والرفض لحكمهم اتسع أكثر وأكثر.
وأضاف: “أن ما حدث في المغرب في الحقيقة هو استمرار لخسائر الإخوان في العالم العربي الذي بدأ عام 2013 بسقوط حكمهم في مصر وتبعه سقوط نظام البشير في السودان عام 2019 وتراجع شعبية النهضة بشكل كبير في تونس، وهذا كله يظهر صحوة الشعوب العربية وزيادة وعيها بخطورة الإخوان على الأوطان”.
ومنذ هزيمته في الانتخابات التشريعية في سبتمبر الماضي، يعاني الحزب الإخواني في المغرب مِن تبعات قاسية تتعلّق بحالة التصدع والانشقاق الداخلي والهجوم المتبادل بين قياداته وأيضًا النبذ المجتمعي والرفض السياسي لعودته للمشهد السياسي فيما تحمّله قوى سياسية نتائج سلبية بشأن الاقتصاد والحياة الاجتماعية.
ولم يستطِع قادة حزب العدالة والتنمية في المغرب، استيعاب وقع الهزيمة النكراء التي تكبّدوها في انتخابات البرلمان، فتعددت ردود الفعل وسط قادة التنظيم السياسي بين دعوة إلى استقالة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني وبين أصوات تقول إن ما حصل كانت نتيجة متوقعة.
وتقهقر حزب العدالة والتنمية الذي يحسب على تيار “الإسلام السياسي” إلى المرتبة الثامنة في الانتخابات النيابية، بعدما نال 12 مقعدًا فقط، بعدما كان متصدّرًا في انتخابات 2016 بـ125 مقعدًا.
وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة