
بقلم : أبو نواس راضى
مما لا شك فيه أن الشجرة المثمرة لا تنتج المردود المرغوب فيه من تلقاء نفسها، بل يتطلب ذلك الاهتمام والرعاية، وإن لم تحصل هذه الرعاية و تحقيق التحصين اللازم من الطفيليات لأفسدت الغلة، والغلة لا تقيم بالكثرة أو الحجم بقدر ما تقيم بالجودة و سعرة الحرارية، فحبة طماطم البيوطبيعية تفوق الكلوغرامات من الطماطم الملقح و المنقح.
فربطا بما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فيديو أستاذ ورززات المعنف من قبل تلميذه العاق، هو بمثابة الشجرة التي أثمرت ثمرة سيئة الطعم و المذاق، لم يتم الاعتناء بها كما يجب ، فتعرضت لعدة عوامل غيرت جودتها ومذاقها المزقم، لم يجود الراعي فجادت الطفيليات، فليس الذنب ذنب الشجرة و لا الثمرة أذنبت، وليس أيضا فضول الطفيليات.
فليس غريبا أن نشاهد هذا النوع من العقوق في ظل سوء الرعاية والمتابعة ، فمازالت هذه فقط البداية لمسلسل طويل من تعنيف الأستاذ في فصله ، والمدير في مكتبه، والقاضي في محكمته، والإمام في محرابه، والأب في عقر داره… إنها الزراعة البائرة للقيم الفاسدة ، عبر مجموعة من الوسائل وفق مراحل مدروسة و سياسات ممنهجة ، تستهدف زعزعت القيم والأخلاق ، وضرب وتفكيك الروابط الاجتماعية لتسهيل عملية الاختراق والتدمير الشامل.
لنتساءل من المستفيد من هذا الوضع المتردي؟ و من يقف وراء اقتلاع جدور الاحترام وقيم التسامح من نفسية المغربي ، التي كانت فيما مضى ميزته الأولى والأخيرة ؟ وهل ما يعيشه المجتمع المغربي من ظواهر غريبة عليه هو نتاج تدهور مستوى التعليم به؟ وهل المفارقة الأمنية وحدها كفيلة بتقليل من هذا الاحتقان الاجتماعي..