هل كان وزير الشباب و الرياضة في حاجة الى ذلك الموكب الضخم ليدشن ملعب صغير للقرب بتامسنا؟

jamal29 ديسمبر 2017آخر تحديث :
هل كان وزير الشباب و الرياضة في حاجة الى ذلك الموكب الضخم ليدشن ملعب صغير للقرب بتامسنا؟

بقلم أبو نواس راضي

ما يدعو للغرابة و التعجب، أننا في متم السنة السابعة عشرة بعد الألفين، ولا زال وزراء حكومتنا العزيزة في حاجة لبرتوكولات ما قبل الميلاد، وفي حاجة الى المطبلين و المزمرين، لأجل تدشين أتفه الأشياء، ليس العيب في بروتوكول التدشين أكثر ما في الموكب الضخم الذي احتاجه الوزير لقص شريط الانطلاقة. خلال عملية بسيطة للمقارنة يبدو أن ميزانية تشييد الملعب المطل على حي صفيحي ( دوار النادي ) أقل بكثير من ميزانية البروتوكول و أسطول الموكب المكون من أفره السيارات، ذات طراز تجاوز قيمة الواحدة 400 ألف درهم ، ناهيك عن تعويض السيد الوزير لتنفيد مهمة التدشين، و تعويضات الكتاب العامين و الموظفين السامين المرافقين لمعاليه. إن تدشين ملعب للقرب شيء مثلج للصدر، لاعتبارات متعددة، شريطة أن يصاحبه تدشين مصانع للقرب وأسواق نموذجية للقرب، حتى يتمكن أب الطفل الذي لأجله دُشِن الملعب، ليشتغل فيها، يوفر بذلك هذا أب ثمن لوازم رياضية لإبنه، ليتمكن من مزاولة هوايته، فكيف ننتظر من موهبة أن تصقل في ظل غياب تام لطمأنية النفسية داخل أسرة ربها الوحيد لا يتوفر على سنتيم يسد احتياجات باقي أفرادها؟ سؤال ستجيب عليه سلوكات هذا الطفل داخل هذا الفضاء في الأيام المقبلة، الغير بعيد عن تخريب ممتلكاته، كتعبير عن الوضع الأسري المتردي. يبقى تساؤل على شكل تمني ، ماذا لو برمجت زيارة وفد وزاري لتامسنا دون بروتوكولات – نفقات إضافية- يضم وزير النقل و السكن و التشغيل، والصحة، و يقفوا عن كثب على الحالة المزرية التي وصل لها النقل العمومي بالمنطقة عموما، و على الوضع الكارثي للسكن حيث الأكواخ القصديرية المترامية بالجماعة الترابية لسيدي يحيى زعير تامسنا ، و ينظروا في ملفات وشكايات الساكنة المؤجلة و الموضوعة لدى المصالح ، و يبادروا الى خلق مناطق صناعية بالمدينة التي من شأنها خلق فرص عمل جديدة للساكنة التي اعتادت أن يسافر أهلها بشكل يومي 35 كلم لجلب لقمة عيش، تكسير قاعدة أن تامسنا مدينة المبيت في ظل غياب مثل هذه المشاريع، وأن يسجلوا أيضا أن مدينة تنمو يوما بعد يوم وهي تتوفر فقط على مستوصف واحد، مهمته محصورة في إعطاء قرص أبيض لزواره مهما اختلفت أمراضهم، ربما لن يفكروا في هذا، ببساطة لأن الأمر لن يعود عليهم وعلى أتباعهم بالربح الانتخابي والسياسي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة