المواطنة المغربية
بقلم : محمد حسيكي
يستمد العام الهجري دورته القمرية من نظام الشرع الاسلامي، من بيت الله الحرام، بدءا من شهر محرم، ونهاية بشهر ذي الحجة .
والمغرب من البلدان الاسلامية، التي تأخذ بالعام الهجري من التقويم القمري، وهو تقويم عام دائم الدوران، من دورة الارض حول الشمس وحول الفضاء .
شهور العام الهجري :
هي اثنى عشر شهرا من العام القمري، ذي المدار الشهري، من دورة حول الشمس من ثلاثين يوما، ودورة حول الفضاء من 29 يوما .
يتخذ منه المسلمون تاريخا لحياتهم، وأعيادا من جمعهم، ونسك عبادة من الدين .
أعياد العام الهجري :
هي اعياد : بداية العام الهجري من شهر محرم، عيد المولد النبوي من شهر ربيع الاول، عيد الفطر من شهر شوال من صوم رمضان، عيد الاضحى بعد وقفة الحج من شهر ذي الحجة .
وتستمد أعياد العام الهجري وجودها من التاريخ الهجري، ومناسك دينية مأخوذة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من الصلاة كما يصلي، والصوم والزكاة والحج .
وخلال الأعياد يجتمع المسلمون، جمعا مباركا من بيوتهم، ومن مقاماتهم الدينية، وفضاءات الفسحة للكبار والصغار، مستبشرين بالعيد فرحين بجمعهم، وبأهلهم من الأجواء المحيطة بهم .
كما تتميز أعيادهم، بوجبات خاصة وموائد إطعام متنوعة، تجتمع حولها الأسر والعائلات من الأهالي والأقارب، جمع عموم من يوم خاص، بأفراح عامة .
الموائد المغربية من العام الهجري :
مائدة شهر محرم الحرام :
هو شهر بداية العام الهجري، ويحتفل به المغاربة يوم ليلة العاشر من محرم، تطور من احتفال الأسرة بالشعلة، من ليلة عاشوراء محرم، إلى احتفال بإطلاق الشهب الاصطناعية، إعلانا عن أفراح احتفالية من حلول العام الهجري، فضلا عن الأفراح العمومية بالأهازيج الشعبية والتقاليد العريقة، التي يحييها المغاربة رجالا ونساء وأطفالا، باللعب الخاص بالكبار، واللعب الخاصة بالصغار .
وتسود من يوم العيد شربة ماء زمزم، ممن قضوا فريضة الحج، أو ماء عادي قبل الفطور، وبعد الفطور تحضر مائدة العيد، وهي مائدة فواكه جافة، منها الكعك المنزلي، والفواكه الجافة من المكسرات جوز ولوز وتمر وتين وزبيب عنب مجفف وحمص مقلي على الفرن، والفند المصنع، إلى جانب فواكه أخرى .
مائدة شهر ربيع الأول :
تنسب إلى الاحتفال بالمولد النبوي، الذي يتم الاحتفال به ليلا، من المساجد وزوايا التصوف، بالأذكار النبوية بعد صلان العشاء، تحييها فرق الأمداح بالذكر في اجواء روحانية، مليئة بالمحبة والحبور .
فضلا عن استعراضات جماعية من الشارع العام، في شكل موكب منظم للشموع، إحياء احتفاليا لذكرى مولد الرسول، في أجواء من الحضور الرسمي .
ويوم العيد تحفل المائدة، بفطور احتفالي خاص بالمناسبة الدينية، حيث مائدة العيد غنية بالفطائر الطرية والمخامر الآنية، إلى جانب حلويات متنوعة من الكعك والكعب وأشكال أخرى من الحلوة واللذيذة .
مائدة شهر رمضان :
هي مائدة فطور، مرتبطة بالصوم من شهر رمضان، وتدوم لشهر كامل، غنية بالحساء من عدة اشكال من الطحين والخضر، وأطباق الأكلات السريعة، والحلويات المتنوعة، والمشروبات الدفئة والباردة، إلى جانب الفطائر منها الدسمة، ومنها اللحمية، ومنها المحشوة بالفواكه الجافة، علاوة على التمور والتين، وأشكال من الزيوت والدهون والأجبان .
وتعتبر مائدة رمضان، من أعنى الموائد المغربية المشبعة بالأشكال والألوان الطيبة، واللذيذة المذاق من الأطعمة، التي تفي وتعوض للصائم الحاجة من الطعام، الذي يفتقده من وقت النهار، والمحرمة عليه بالدين من الصوم .
مائدة شهر ذي الحجة :
هي مائدة عيد إسلامي عام، مرتبطة اجتماعيا بالشرع الديني، ودينيا بأداء الحجاج فريضة الحج، الركن من اركان الدين الاسلامي .
وهي مائدة يزينها نحر الأضحية، بعد صلاة العيد .
والجمع العائلي حول مائدة الحفل، من طيبات أحشاء الأضحية، ولحومها بالشواء الطري، الذي يملأ أجواء البيت، والساحات العمومية من يوم العيد .
وهو عيد يفرح منه الكبير والصغير، بل إن عموم المغاربة يصطلحون عليه، من اسم العيد الكبير، من رواية الحديث، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ضحى بكبشين أقرنين أملحين، قال صلى الله عليه وسلم، بعد تكبيرة النحر هذا عني، وهذا عن أمتي .
ومن اضحية الرسول عن الأمة، أخذ المغاربة شرعا وعملا بأضحية العيد، الذي يسهر على إحيائه سنة أمير المؤمنين ملك البلاد .
وتعتبر الموائد المغربية، موائد الرعية المسلمة، من شأنها وشؤون دينها، بما فرضه الله عليها، وسنه من الشرع ولي أمرها .