بوشتى جد
العديد من الأطفال في مجتمعنا يعيشون وضعية صعبة بسبب الفقر والحرمان وغياب الرعاية الأسرية والإجتماعية من هؤلاء الأطفال نجد مايطلق عليهم بأطفال الشوارع الذين تتزايد أعدادهم بكثرة داخل المدن الكبيرة وهم بعيدون عن الدفء والحنان الأسري الذي قد يجده الطفل داخل بيت الأسرة لأنهم بأبسط العبارة ليس لهم بيت ولا مسكن ولا أسرة وليس لهم خيار إلا التسكع في الشوارع والساحات العامة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقتاتون مما يجيدونه من فظولات وبقايا الطعام الذي يرميه البعض في صناديق القمامة أو مما قد يجود به عليهم أصحاب القلوب الرحيمة فلا أبا ولا أما ولا مجتمعا إستشعر خطورة الأمر وقف مع هذه الفئة وحاول إنقاذها من التشرد والضياع بإستثناء ماتقوم به بعض الجمعيات الخيرية لكن ذلك لايكفي مقارنة مع الكم الهائل من الاطفال المتشردين وما أكثر الأموال الطائلة التي تصرف على المهرجانات والسهرات بدون فائدة فأين هو الإهتمام بالجانب الإجتماعي؟ولماذا يترك الأطفال عرضة للضياع والتشرد ؟وأين هي الملاجئ والأماكن التي تحتضن الأطفال من هذا النوع ؟فما ننتظر من أطفال ينامون أمام أبواب المقاهي وأبواب العمارات السكنية وأمام محطات المسافرين أو ينامون في الساحات والحدائق؟ وإن وجود أطفال بلباس رث لايقيهم من قسوة البرد الذي يلسع أجسادهم الشبه العرية وأقدامهم الحافية أو الشبه الحافية لهو وصمة عار في جبين مجتمع عاجز عن توفير الرعاية لأطفاله.
وهناك أطفال يعيشون في المناطق النائية والجبلية يعيشون الفقر الحرمان وسوء التغذية والهدر المدرسي ولا يجيدون حتى أبسط ضروريات الحياة فحتى فترة اللعب قد يحرمون منها لأنهم في هذا السن يتحملون أعباء الحياة ويشتغلون مع أبائهم في الفلاحة من زراعة وتربية للمواشي وغيرها وفي فصل الشتاء وتساقط الأمطار والثلوج لاتجدهم يلبسون لباسا يقيهم من قساوة البرد وشدته .
إن ضياع العديد من الأطفال بسبب الفقر والحرمان و إهمالهم من طرف المجتمع هو جناية وجريمة إجتماعية وإغتصاب لحياة هذه الفئة الضعيفة .