أيمن الرياحي
في الوقت الذي تحرص فيه قناة فرانس 24 على تتبع الشاذة والفاذة عن المغرب، وقد رأينا كيف تناولت أحداث ووقائع إحتجاجات الريف ، فإننا نسجل بإستغراب كبير عدم إيلائها لأية أهمية لما يقع في منطقة القبائل بالجزائر من إحتجاجات قوبلت بالتنكيل والتعذيب من قبل نظام العسكر الجزائري .
وهذا يعكس في نظرنا توجها ما لهذه القناة أقل ما يقال عنه أنه يفتقر الى الموضوعية ، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الخلفيات المحددة لاهتمامات هذه القناة بالقضايا المغربية وعن الأهداف والمصالح المحركة لها خاصة إذا استحضرنا أن الجسم الصحفي الفرنسي وبالنظر الى مرجعيته الدستورية والحقوقية من المفترض أن يتعامل بنزاهة وموضوعية وشفافية ومصداقية مع كل حادث سواء كان في المغرب أو في الجزائر أو في أي بلد آخر .
فإذا وقفنا مثلا على أسلوب ” عين ميكة” الذي تتبناه قناة فرانس 24 إزاء ما شهدته وتشهده منطقة القبائل من أحداث ساخنة ، نجد أن هذا الأسلوب يشكل في حد ذاته صك إدانة لهذة القناة ، فعدم إعطاء هكذا أحداث كما فعلت مع أحداث الريف وزنها في برامجها يثير شكوكا وريبة حول الخيوط و الاجندة والجهات التي تحرك مؤامرات هذه القناة .
وبذلك يمكن القول وبثقة كبيرة ان هذه السقطة الأخلاقية التي تورطت فيها قناة فرانس 24 في تعاملها مع أحداث القبائل ، تكون قد أشهدت على نفسها بأنها تفقد وتتخلى عن آخر صكوك مصداقيتها وموضوعيتها ونزاهتها، وتدخل نفسها في خانة الاتهام والإدانة التي ستسقط عنها حتما آخر أوراق التوت .