بوشتى جد
أدى النمو الديموغرافي السريع الذي تعرفه مدينة سلا إلى إحداث تغيير كبير في التركبة الإجتماعية التي عرفتها مدينة سلا وإعطائها طابعا خاصا وصورة مغايرة عما كانت عليه مدينة سلا من أصالة وعراقة فقد كان إسم سلا مقترنا بما تحتوي عليه هذه المدينة من معالم تاريخية وأثرية كأسوارها العتيقة وأبوابها المتعددة وما يوجد داخلها من مساجد وزويا ومدارس عتيقة وما أعطته هذه المدينة من شخصيات أدبية وعلمية وفكرية…لكن اليوم عندما يذكر إسم سلا أول مايتبادر إلى الذهن الكثير منا هو الصورة السيئة التي أصبحت عليها هذه المدينة وخاصة تنامي ظاهرة الجريمة في مختلف أحيائها الشعبية وطابعها العشوائي وضعف البنيات التحتيةوإنتشار الأزبال في الشوارع والأزقة والساحات لكن تبقى مشكلة الجريمة وضعف المقاربة الأمنية أكبر مايؤرق أجفان سكان سلا فما من يوم يمر دون أن تقع جريمة أو العديد من الجرائم بهذه المدينة وبعض المناطق والأحياء أصبحت مخيفة حتى في واضحة النهار ويجول بها المجرمون وذوي السوابق ومروجوا المخدرات بكل حرية يحملون سكاكين كبيرة والسيوف ويعترضون طريق المارة ويمارسون السلب والإغتصاب وما حاول مقاومتهم فإنهم سيعتدون عليه وقد يقتل أو يصاب بعاهة مستديمة.
لقد أصبحت مدينة سلا تحتل المرتبة الأولى في إنتشار الجريمة وأحيانا تأتي في المرتبة الثانية بعد مدينة الدار البيضاء فإلى متى سيبقى خطر الجريمة يهدد سكان هذه المدينة والتي ستعرف تأهيلا حضاريا لكنها تحتاج إلى المقاربة الأمنية قبل كل شيء لأن تنامي الجريمة بهذه المدينة يؤثر بشكل سلبي على الصورة الجمالية والحضارية التي عرفت بها سلا .