بوشتى جد
كم نشتاق إلى نزول الأمطار وتساقط الثلوج وكم نفرح ونمرح ونلعب مع أطفالنا عندما نزور المناطق الجبلية التي تتساقط عليها الثلوج ونشعر بالمتعة رفقة أصدقائنا ونحن فرحين مسرورين بمناظرها الخلابة ونلتقط الصور لتبقى لنا أجمل ذكرى لكن هل خطر ببالنا أن العديد من الفقراء يعيشون محنة شديدة وأن هذه الفترة هي من أصعب الفترات بالنسبة إليهم ففي المدن نجد الكثير من المشردين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ينامون أمام أبواب العمارات أو المقاهي والمحلات التجارية أو أمام المساجد…أناس من مختلف الأعمار صغارا وكبارا وهناك العديد من الأسر تسكن في دور الصفيح أو في بنايات قديمة أشبه بإصطبلات الخيول والحمير يتساقط الماء فوق رؤوسهم وأحيانا تغمر المياه مساكنهم وهم نيام أما سكان البوادي والمناطق الجبلية فإن معاناتهم مع قساوة البرد تزداد كلما حل موسم الشتاء والكثير من الدواوير تصبح معزولة وتحاصرها الثلوج وفيضانات الأنهار والأودية فحتى الأسواق الأسبوعية لايستطيعون الوصول إليها لأن المسالك الطرقية تقطع والقناطر والجسور تجرفها المياه وهذه الساكنة تصبح في حاجة ماسة إلى المساعدة ومشكورةمؤسسة محمد الخامس للتضامن على ماتقدمه هذه الأيام من مساعدات تشمل مواد غذائية و أغطية لكن ذلك يبقى قليلا مقارنة مع الكم الهائل من الفقراء بالمناطق النائية ببلادنا وما قد يحتاجونه من من مواد غذائية وحاجيات ضرورية فأين هي أموال الأغنياء والأثرياء؟ولماذا لايساهمون في مساعدة إخوانهم من الفقراء وسكان المناطق المهمشة والتي تتضرر بشكل كبير كلما حل موسم المطر وانخفظت درجة الحرارة؟ وبعض سكان المناطق الباردة ليس لهم ولا لأبنائهم لباس دافئ يحمي أجسادهم وأجساد أبنائهم النحيلة التي يلسعها البرد والذين يقطعون المسافات الطويلة للوصول الى المدرسةأو قضاء نهار كامل في الغابة خلف قطعان الماشية ومنهم من ينتعلون نعلا بلاستيكيا بدون جوارب لا يدفئ أقدامهم كما أنهم يعانون من سوء التغذية لأن أغلب وجباتهم هي الخبز والشاي فقط وأحيانا يأكلون الخبز وحده هؤلاء الأطفال لايعرفون شيئا إسمه الهامبورغر أو الشوارما أو البتزا أو الحلويات المزينة بالفواكه أو الشكولاتاأما أبناء الأغنياء فهم ينقلون في السيارات ويدرسون في أحسن المدارس ويلبسون أجود أنواع اللباس ويأكولون مالذ وطاب من الطعام والشراب إنهاصور حقيقية للمغرب المنسي والمهمش والذي لايعرفه أثرياؤنا وأغنياؤنا لأنهم لم يفكروا يوما في معرفته وتقديم المساعدة إلى أبنائه فلكم الله أيها الفقراء في هذا البلد وهو أرحم بكم من قلوب أغنياء قست مثل الحجارة أو أشد قسوة.