المواطنة المغربية : بوشتى جد
إن عودة العلاقاة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا خلال الأيام الأخيرة كانت من أبرز الأحداث التي عرفتها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وقد قطع المغرب علاقته مع إسبانيا السنة الماضية بعد إستقبال هذه الإخيرة لزعيم عصابة البوليزاريو بإسم مزور من صنع المخابرات الجزائرية التي أطلقت عليه إسم محمد إبن بطوش وهذا ما جعل المغرب يحتج بقوة على إسبانيا ويسحب سفيرته ويغلق سفارته بمدريد وقد كانت إسبانيا غير واضحة في سياستها مع المغرب خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ووحدته الترابية وقد كان قطع العلاقة الديبلوماسية بمثابة صدمة لإسبانيا التي لم تكن تتوقع يوما أن المغرب سيقف في وجهها ويرد عليها بقوة فإسبانيا هي أكبر شريك إقتصادي للمغرب ضمن دول الإتحاد الأروبي .كما أن إقتصادها ينتعس بقوة أثناء عبور المهاجرين المغاربة خلال الفترة الصيفية وقد تكبد الإقتصاد الإسباني خسائر فادحة السنة الماضية خلال عملية مرحبا إذ تم تغيير إتجاه المهاجرين المغاربة من وإلى أروبا بعيدا عن الموانئ الإسبانية التي عرفت ركودا لم تعرفه من قبل مما تسبب في وجود أزمة إقتصادية كبيرة إضافة إلى ذلك الحصار الإقتصادي الذي فرضه المغرب على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
إن عودة العلاقة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا كانت صفعة قوية للنظام الجزائري الذي كان يراهن على إسبانيا في قضية الصحراء ولعل إسبانيا بدأت تعود لرشدها كما حدث مع ألمانيا سابقا وقد أن الأوان أن تعترف للمغرب بحقه في صحرائه وفي كل أراضيه التي التي لاتزال تحتلها وإسبانيا لاتستطيع الإستغناء عن المغرب نظرا للعلاقات السياسية والإقتصادية والإتفاقييات الأمنية التي تربط بينها وبين المغرب خصوصا مكافحة الإرهاب والهجرة الغير الشرعية ومشكلة تهريب المخدرات وهذا يعني أن مصلحة إسبانيا هي الوقوف بجانب المغرب وليس ضده .