يمثل الموسيقي والمسرحي المغربي نور الدين فاتي قصة نجاح خاصة، حولته من مغترب يعزف لساعات في شوارع العاصمة الإيطالية إلى مدير فني للأوركسترا التابعة لجامعة أونينتونو في روما. ويسعى فاتي من خلال تجربته الفنية للحيلولة دون اتساع الهوة القائمة بين الإيطاليين والمهاجرين.
وفي عرض بعنوان “هجرة-منفى الزمار” يروي فاتي قصته على أحد المسارح في روما، لتذكير الإيطاليين بأن المسلمين جيران في البحر المتوسط وليسوا خصوما من حيثُ الثقافة.
يجمع العرض بين الأداء الموسيقى والكلمات لإعادة سرد حكاية “هجرة” فاتي من المغرب إلى إيطاليا، ورحلة لم تمحَ من ذاكرته بكل ما تحمله من تفاصيل.
يأتي العرض الفردي في وقت ينمو فيه الشعور المناهض للمهاجرين في إيطاليا، بسبب موجات الهجرة التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة.
فقبل 24 عاما، وصل فاتي لإيطاليا في فترة كان من السهل فيها على المهاجر التعامل مع الإيطاليين، لكن الأحوال تبدلت في السنوات الأخيرة وتبدل معها كل شيء، وزادت موجة العداء للمهاجرين عامة والمسلمين على وجه خاص.
كان فاتي من أكثر الموسيقيين القادمين من شمال أفريقيا شهرة في إيطاليا، وتربطه علاقات ودية مع الإيطاليين في الحي الذي يقطنه بروما، لكن الأحوال تبدلت في السنوات الأخيرة.
بدأت رحلة فاتي في أوائل التسعينيات، وكان الطموح سلاحه عندما عبر الحدود كي يصبح موسيقيا لامعا في أوروبا. وبعد رحلة مليئة بالمغامرة، تحول من موسيقي عازف متجول في مترو روما لساعات إلى تسجيل 12 ألبوما موسيقيا والمساهمة في وضع موسيقى تصويرية لعدد من الأفلام.
وبفضل قدرته على المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والشرق أوسطية، استطاع جذب الكثيرين إلى أعماله. وفي عرضه الأخير، يأخذ فاتي جمهوره إلى رحلة عبر الحدود انطلاقا من المغرب وصولا لإيطاليا، ثم يستكشف الأحلام التي راودته لينتهي به المطاف إلى عرض معاناته مع فكرة العودة إلى قريته في شمال أفريقيا.
يحمل العرض في طياته دعوة للإيطاليين إلى التذكر أنهم جزء لا يتجزأ من ثقافة وحضارة البحر الأبيض المتوسط، كما يدعوهم إلى الانفتاح وقبول الآخر القادم من جنوب المتوسط.