بوشتى جد
جرت العادة أن يحتفل الناس في الرابع عشرة من شهر فبراير من كل سنة بعيد الحب ويختزلون معنى الحب في علاقة الرجل بالمرأة مع أنه كان من الأولى أن نحتفل بالحب بمعناه الشامل إن جاز لنا أن نحتفل لكن أين هو الحب في عالمنا حتى نحتفل به؟ لقد أصبح الحب في عالمنا اليوم مجرد كلمة تمتع أسماعنا عبر الأغاني العاطفية أو قصص نتتبعها عبر الأفلام والمسلسلات أما في واقعنا الحقيقي فقد بدأنا ننسى شيئا إسمه الحب لأنه بدأ يختفي تدريجيا من حياتنا وكم تعجبني هذه العبارة(أنت فين والحب فين) لقد بدأت الهوة تتسع بيننا وبين شيء إسمه الحب لأن الحب غالبا مايكون عبارة وهم وكذبة في عالم الماديات وعالم المصالح ألا نستحيي من أنفسنا عندما نقيم للحب عيدا وهو شبه ميت بيننا ! عن أي حب نتحدث إن كنا نتحدث عن حب النفس وحب الشهوات والملذات وحب المال والسلطة فهذا هو الحب الموجود فحتى العلاقات الزوجية في غالبيتها تبنى على المصالح المادية أما الحب فهو أخر الحاضرين والعلاقات بين الإخوة بدورها بدأت تخلو من الحب .
إن قصص الحب الحقيقي التي سجلها لنا التاريخ أصبحت أشبه بالأساطير والحكايات التي تحكى للأطفال قبل النوم لأننا لم نعرف ولم نعش حبا حقيقيا كما عاشه عنتر مع عبلة وجميل مع بتينة ورميو مع جوليت وابن زيدون وولادة بنت المستكفي … إن كلامنا عن الحب وعن عيد الحب هو ظلم لهذا الشعور النبيل لأننا غير مؤهلين للحديث عن الحب فأي حب في عالم تسفك فيه الدماء ويقتل الأبرياء ويهجر الضعفاء من أوطانهم خوفا من القتل كفانا كذبا ونفاقا ونحن نتبادل التهاني ونقدم هدايا الورود بمناسبة عيد إسمه عيد الحب.