ثريا ميموني ومحمد القندوسي
صور أسامة أجبار
فيديو ابراهيم الحراق
جرت العادة أن ترتبط ذكرى “سابع المولد” من كل عام بإحياء موسم الولي الصالح سيدي بوعراقية، وإسمه الحقيقي سيدي محمد الحاج البقالي والمعروف عند ساكنة طنجة بـ ” ضامن البلاد. “
وتمثل هذه الذكرى الدينية ، بالنسبة لساكنة طنجة حدثا هاما وبارزا وموعدا سنويا فرض نفسه بقوة على مر العصور والأمان، موعد يستحضر من خلاله الطنجاويون روح الفقيه المجاهد الشريف سيدي بوعراقية .
وبالمناسبة خلدت مدينة طنجة يوم أمس الجمعة هذه الذكرى بتنظيم موكب ” الهدايا ” الذي انطلق كعادته عصرا من ساحة الأمم ليجوب أهم شوارع المدينة، وصولا عند أذان صلاة المغرب إلى ضريح الولي الصالح سيدي بوعراقية، الذي عرف عدة إصلاحات وترميمات جدرية، ما جعل هذه المعلمة الدينية العتيقة تكتسي حلة جديدة وصورة متميزة، تعظيما وتقديرا لهذا الصرح الديني العتيق.
وفيما يلي نبذة مقتضبة عن الولي الصالح سيدي بوعراقية:
الشيخ المجاهد سيدي بوعراقية بصم تاريخ منطقة الشمال وطنجة خصوصا في القرن ال11 هجري بمواقفه الشجاعة والبطولية جهادا في سبيل الله ، حيث أن الولي الصالح سيدي بوعراقية كان يعتبر أحد أعلام المقاومة والجهاد ضد الغزاة والدخلاء من أجناس عديدة أبرزها البرتغاليين والإنجليز والإسبان، لاسيما وأن طنجة كانت على مر السنين محط أطماع العالم كله، ولهذا السبب أطلق عليه لقب “ضامن المدينة” أو ” ضامن البلاد.”
وتحيي ساكنة مدينة طنجة هذا اليوم الروحاني الذي يجمع بين مظاهر المعاصرة والتقاليد المحلية العريقة، ويستمر الاحتفال بهذا الموسم سبعة أيام بلياليها بتنظيم أمسيات أمداح وأذكار وسماع داخل ضريح سيدي بوعراقية ، وتبلغ الاحتفالات أوجها يوم ختام الموسم الولي الصالح سيدي بوعراقية، وهو اليوم الذي يشهد تنظيم موكب الهدايا الذي يجوب الشوارع الرئيسية بمدينة طنجة، تحفه ألوان من الفلكلور الموسيقي المحلي، حيث يتحلق حوله الآلاف من ساكنة المدينة طنجة.
وكما لا يخفى عن الجميع، فإن هذه التظاهرة الدينية كان لها دور كبير في تاريخ المقاومة المغربية ضد المحتل، والتي تمخضت عنها ثورة الملك والشعب المجيدة، وكان موكب الهدايا خلال سنوات الحماية مناسبة سانحة لرجال الحركة الوطنية الذين كانوا يأثثون هذا الموكب بأعداد كثيرة، يرددون أناشيد وطنية وشعارات منددة بغية بت الحماس في الجموع وشحذ الحس الوطني لدى الساكنة ، ومن جهة أخرى كانت هذه التظاهرة فرصة هامة لتمرير رسائل بعضها مشفرة وأخرى واضحة التي تطالب بجلاء الإستعمار عن المغرب، الأمر الذي دفع بالسلطات الإدارية الدولية بطنجة إلى تجميد هذا الإحتفال ومنعه منعا باتا، بعدما أصبح يكتسي طابعا نضاليا ووطنيا، وهذا ما كان يربك ويقلق الإدارة الدولية وخصوصا الإسبان والفرنسيين.