بقلم: بوشتى جد
تعد البنايات العشوائية بالأحياء الشعبية بالعديد من المدن المغربية، العنوان البارز والطابع السيئ الذي يشوهه الصورة الجمالية، التي يجب ان تكون عليها المدن، فهذه الاحياء لا تتوفر على بنيات تحتية قوية، ولا تتوفر على مساحات خضراء، نظرا للفوضى والعشوائية التي ساهمت في نموها بسرعة، وتعد ظاهرة الهجرة من البوادي نحو المدن، أحد اهم الأسباب التي ساهمت في وجود بنايات عشوائية، إحتلت جل مساحات الأحياء الشعبية ، وللإشارة فإن هذه البنايات لاتخضع لأية ظوابط قانونية ،اللهم الاقانون الفوضى ونظرا لإتساع رقعتها فقد أصبح من الصعب هدمها وإعادة بنائها من جديد ، وبشكل هندسي يحترم المعايير المعتمدة في البناء، فهذا النوع من البناء العشوائي هو تشويه للصورة الجمالية للمدن ، وأعطي على سبيل المثال وجود بنايات صغيرة مجاورة لبنايات كبيرة ، كما نجد البنايات فوق السطوح او نجد حمامات ومخابز فوقها السكان، ويعتبر حي المسيرة 1 بمدينة تمارة نموذجا حيا لمثل هذا التسيب والفوضى ، حيث يوجد حمام يسمى بحمام النعيمي، هذا الحمام حجب الشمس والهواء على السكان المجاورين، نظرا لإرتفاع بنائه بشكل عشوائي، وقد تم توقيف البناء به سنة 2000، لكن صاحب الحمام أعاد بنائه وبشكل غير قانوني، ولحد الآن تستمر عملية البناء مما يدل على ان هناك جهات نافذة تقوم بحمايته ومساندته رغم الشكايات العديدة للسكان المجاورين، الذي يعانون نفسيا وصحيا جراء الدخان المبعث منه، فهم يناشدون عدة جهات للتدخل ووضع حد لمعاناتهم ، مثل وزارة الداخلية ووزارة الاسكان والوزارة المكلفة بالبيئة.
وهوما يميز الاحياء الشعبية ، التي تعرف مثل هذه التجاوزات، هو وجود أزقة ضيقة و أحياء لا تحترم معايير التصميم ، و تعرف انتشارا واسعا للازبال هنا وهناك ، وتعدد اشكال واجهة البنايات من حيث الشكل و اللون، إذ أن لكل بناية شكل و لون يخالف عن البنايات التي تجاورها ، وقد ساهم هذا النوع من المباني العشوائية في طمس الوجه الحقيقي الذي ينبغي ان تكون عليه احياء المدن، وليبقى السؤال المطروح من كانت له يد في المساهمة في هذه الفوضى؟ وإذا ما كانت الهجرة القروية نحو المدن قد ساهمت في وجود هذا النوع من البناء العشوائي، فإن هذا لا يعني أن السلطات المحلية والمنتخبين لم يساهموا في هذه الفوضى والتسيب، فقد كان لهم نصيب كبير في السماح بوجود هذا النوع من البناء، فالسلطات المحلية والمجالس البلدية تتحمل المسؤولية الكبرى في ذلك بأي شكل من الأشكال، فلو طبق القانون وكان هناك نوع من الحزم والصرامة مع المخالفين للقانون، لما وجد هذا أصلا، لكن السكوت بالمقابل هو السبب الرئيسي في وجود الفوضى التي شوهت الجمالية العمرانية للمدن ، فهناك اناس محميون لايخضعون للمحاسبة لأنهم يحسبون انفسهم أنهم فوق القانون شأنهم في هذه الفوضوى شأن من يحتلون الملك العمومي من ارباب المقاهي والمطاعم وغيرهم فإلى متى سنعيش الفوضى والعشوائية في مدننا؟ .
(ولنا العودةفي الموضوع بالصور)