الوطن.

jamal16 نوفمبر 2024آخر تحديث :
الوطن.

وجدان الصفاح
الوطن مفردة عالمية إنسانية,إذ كل إنسان في اي حضر او مدر من جغرافية العالم يعلم علم اليقين انه يملك وطنا. وللعلم فإن كثيرا من الناس قد الفوا وتعودوا على ترديد كلمة وطن, كما اعتادوا ايضا على سماعها.وفعل الترديد لا يعدو ان يكون إنجازا صوتيا ,أوممارسة صوتية لا تقف على حقيقة الكلمة معنى ودلالة.وهذا ليس امرأ مقصودا, بل من باب الغفلة اوالجهل أو قلة الانتباه, وهذا سلوك غير مقبول وبعيد كل البعد عن شرف المواطنة. فشرف المواطنة يقتضي من الإنسان ان يكون على علم ودراية بالمعنى الحقيقي للوطن.إن الوطن وسام شرف للإنسان, و مصدرهذا الشرف , التراب او الارض التي صنعت الوطن, ومنحته الكينونة والوجود,إذيرتبط قيام كيان الوطن بوجود الارض, قاعدته , وعرضه, وقاعدة قيام كيان الدولة. ومن هذا المنطلق يمكن القول ان الوطن:
*كيان مادي , اوقيمة وجودية تهب الإنسان الحياة والوجود, وتتجلى طبيعة هذا الوجود في استقرار الإنسان, وذلك في ظل ماتوفره الدولة لتحقيق بنية الاستقرار المبني أو القائم اساسا على سيادة النظام المستمد من روح القانون كفعالية تسري في شرايين المؤسسات الساهرة على تدبير شؤون الحياة:السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية , للمجتمع.على اساس ان الدولة , والمجتمع , والوطن كيان واحد.
*كيان عاطفي, وجداني, له علاقة بالمشاعروالأحاسيس النابعة من أفئدة وقلوب تفيض هوى وعشقا للأرض باعتبارها الرحم الامومي الاصيل.وعلى هذا الاساس بمكن القول وبصدق إن مفهوم الوطن لايكتمل معناه في الذهن إلا باستحضار البعد المادي المرتبط بحقيقة الارض , وكذا البعد العاطفي الوجداني, القائم على مشاعر الحب والإخلاص, باعتبارهما مقومين متفاعلين واجبين متلازمين لوجود الوطن, تلازم الروح والجسد , لوجود الإنسان.وبمعنى اوضح , فإذا كانت حياة الإنسان تقوم على حقيقة التفاعل بين الجسم والروح, فإن وجود الوطن لا يقوم إلا على حقيقة التفاعل الصادق بين الارض والمشاعر. فقد سئل لحد الفلاسفة عن وطنه فرد قائلا: (اسكنه ويسكنني).إنه تعبير بليغ يفيض حكمة , وبلخص بحب وصدق:
قيمة الوطن: وتتمثل في كلمة يسكنني,بمعنى ان الوطن ككيان عاطفي يحيط به الهيام والعشق والهوى, موجود ومستقر في فؤاده وجنانه, هذا ومن الزاوية النفسية العاطفية فإن الإنسان لايحمل في فؤاده إلا الاشياء الاقوى حبا , والاكثر عشقا.
حقيقة الوطن:وتتمثل في كونه قيمة وجودية, وحقيقة وجدانية عاطفية تتجسد في فضيلة ,اوشيمة ودفء الاحتضان, وتظهر من منطوق كلمة , اسكنه.ولكي ينهض الوطن لابد من توافرالاسس الآتية:
-الارض: او الحيز الجغرافي الذي يحتضن الإنسان.وبموجب هذا الاحتضان تمنح الهوية التي بها يعرف الانسان ويميز عن باقي الاجناس والامم.
-الإنسان: الذي يشكل باجتماعه بنية اجتماعية , او مجتمعا يجسد البعد الوجودي , او الحقيقة الوجودية للوطن.والجدير بالذكر في هذا الصدد ان العديد من الاوطان في اماكن متعددة من جغرافية العالم قد تعرضت لما يسمى بحملات سلب الأوطان وذلك بفعل الأنشطة الاستعمارية التي تسببت في ضياع الاوطان , فضاع معها الإنسان ولم يعد له وجودا. فقوبلت حركات سرقة الاوطان , بفعل استرجاع وتحرير الاوطان, وذلك بعد ان علم الإنسان ان استرجاع وجوده مرتبط باسترجاع الوطن المسلوب , فكان السبيل هو مقاومة المحتلين, وبفضل المقارعة استرجعت الاوطان المسلوبة عنوة إلى اهلها ولتام الشمل.
-المسؤولية: وتعني القدر الممنوح او المتوفر من القدرة على الفعل لدى المسئول لتحقيق إنجاز,ما. وذلك في سياق مهام تدبيريه تسهر على توفير ما يحتاجه المواطن من متطلبات مادية ومعنوية وذلك ضمن نسق فعل تدبيري تشاركي مواطن يتقاسمه اهل المسؤولية , كل من زاوية اختصاصه. ومن باب النظر إلى المسؤولية يمكن القول انها تنقسم إلى قسمين اثنين:
*مسؤولية مركزية من اختصاص الدولة كجهاز سيادي يسهر على تدبير القضايا السيادية للوطن.
*مسؤولية فرعية: وتكون بيد المفوض لهم من قبل الدولة للسهر على تدبير شؤون الوطن والمواطنين, وذلك بتوفير المتطلبات الضرورية للحياة. هذا وإذا كانت المسؤولية من حيث نوعها قد انشطرت استجابة لضرورة الاختصاص, فإنها قد التأمت وتوحدت على مستوى الأداء الذي ينبغي إن يكون أداء مواطنا.والمقصود بالأداء المواطن في هذا السياق, الالتزام وبصدق, بخدمة المصالح العليا للوطن من جهة, والاستجابة لحاجيات المواطن من جهة اخرى.وحينما يكون الاداء مواكبا وبصدق لانشغالات الوطن والمواطن , فإنه يندرج في صميم وعمق فلسفة التدبير المواطن, أو المسؤولية المواطنة.وتقتضي حكمة وفضيلة المسؤولية المواطنة صيانة حقوق الوطن المتمثلة في الثوابت:
– الدينية.
– السياسية.
– الاقتصادية.
– الاجتماعية.
– التاريخية.
– الجغرافية.
– الثقافية. اما حقوق المواطن فتحصن وتصان من خلال العمل بالقاعدة الذهبية القائمة على اسس ثلاثة هي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة