محمد القندوسي
ساعات حرجة كالأعوام العجاف عاشها قبل أيام مواطنين مغربيين مقيمين بالديار الأوروبية ، وذلك عندما تفاجأ المهاجران المغربيان بمسدسات الأمن الإسباني تشهر في وجوههم عند نقطة التفتيش بميناء الجزيرة الخضراء، حيث أجبرتهم القوات الإسبانية على الإنبطاح أرضا ووضع اليدين على الرأس، في حين قامت العناصر الأمنية بإخضاع سيارة المواطننين لتفتيش دقيق مستعينةبذلك بالكلاب المدربة، وخبير متفجرات حل بعين المكان عبر مروحية خاصة ، لتبين بعد ذلك أن الكلاب البوليسية استنفرت الشرطة حين استنشقت رائحة تنبعث من صندوقين بهما كمية من الصابون البلدي، وليس نوع من أنواع المتفجرات حسب ما كان يتوقعه الأمنيون.
ونذكر، أن حالة الإستنفار القصوى التي عرفها ميناء الجزيرة الخضراء بالجنوب الإسباني ، صاحبتها فوضى عارمة سادت المكان، إذ أن مجموعة من المسافرين من مختلف الجنسيات تركوا سيارتهم ولاذوا بالفرار ليراقبوا الوضع عن بعد، ظنا منهم أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي، وما عزز اعتقادهم الخاطئ عندما حدث تدخل أمني لقوات خاصة مدججة بالرشاشات والأسلحة الأوتوماتيكية ، حيث قام أفرادها إلى سحل المهاجرين لمسافات بعيدة عن موقع الحادث الذي توجد به السيارة المشكوك في أمرها.
ومن جانب آخر، تسببت هذه الحالة الهيتشكوكية في توقف الحركة الملاحية بالميناء المذكور، وتأخير إبحار باخرة إيطالية لمدة أربعة ساعات، وبالتالي تحول هذا الحادث محط سخرية الجميع، بما فيهم الصحافة والإعلام الإسباني.
وبعد انتهاء الساعات الحرجة المشحونة بالرعب ، وفظاعة السيناريوهات المستوحاة من أفلام المافيا الإيطالية، تقدم مسؤولو أمن الميناء باعتذار للمواطنين المغربيين، موضحين في هذا الصدد أن الكلب البوليسي الذي تم الإستعانة به أثناء عملية تفتيش السيارة، قام بحركات غير اعتيادية توحي بوجود متفجرات مخزونة بداخل السيارة، الأمر الذي أربك واستنفر العناصر الأمنية.
وكان المغربيان اللذان ينحدران من القنيطرة والعرائش قد غادرا المغرب في اتجاه إسبانيا بعد نهاية إجازتهما على متن سيارة من نوع «غولف6»، وتمكنا من عبور ميناء طنجة المتوسط بدون مشاكل، بعد إخضاع سيارتهما لتفتيش دقيق من قبل مصالح الجمارك المغربية، واستقلا باخرة تربط المغرب بإسبانيا وإيطاليا.