عبدالرحيم جمال
عندما يتقدم حزب بطلب كهذا من أجل حرمان الساكنة من الخدمات اليومية التي يقدمها مجلس الجماعة من نظافة وجمع الأزبال وصيانة كهربائية وتوفير النقل للتلاميذ، تحت مبرر عدم استغلال ذلك في الحملة الانتخابية، فهو يوضح غايات هذه الفئة التي قدمت مصلحتها الخاصة أمام المصلحة العامة للساكنة.
هذا علما بأن هذا الحزب هو ضمن الأغلبية المشكلة لمكتب المجلس الجماعي، وهو ما يثير الاستغراب حيث أنه إذا صدر تشكيك من هذا القبيل كان من المفروض صدوره من طرف الأحزاب التي تشكل المعارضة وليس العكس، وهو ما يكشف فكر ونوايا هذه الفئة التي تريد تخريب الغاية وهي خدمة الساكنة من أجل استغلالها في الانتخابات التي تبقى وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
أمام هذا الطلب العدائي للساكنة الذي ينم على حجم التشبع بقيم الأنا ومن بعدي الطوفان، رفض قائد القيادة الانصياع وراء هذه الأماني الابليسية معتبرا أن المرفق الإداري لا يمكن له التوقف عن أداء دوره وخدمة الساكنة تحت مبرر من هذا القبيل الذي لا يسكن إلا في مخيلة الظلام.
هذا الموقف المحايد للقائد خلف انطباع جيد وارتياح لدى فئات مهمة من المواطنين التي كانت تعيب عليه بعض مواقفه، وهو الدور المأمول في رجل السلطة الذي عليه الوقوف موقف الحكم ورصد هفوات المنتخب وعدم مجاراته في صالح الممارسات وطالحها.