الرضى والافتخار ميزة مغربية.

jamal15 نوفمبر 2017آخر تحديث :
الرضى والافتخار ميزة مغربية.
بقلم : أبو نواس راضي.
إن خروج الشعب المغربي قاطبة – حتى الذي لا يهتم بكرة القدم – نساءا و رجالا ، صغرا وكبارا في فرحة هستيرية تعبيرا عن اعتزازهم بتأهل المنتخب المغربي للمونديال الروسي، تحمل رسائل ذات مضامن قوية، موجهة لللأعداء الوطن الداخليين ( المفسدين) قبل الخارجيين ( أعداء الوحدة الوطنية).
لقد أبان هذا الشعب في أكثر من مرة عن فخره الكبير بوحدة انتماءه بمختلف شرائحه و أعراقه، والدفاع عن مكتسباته، رغم كل ما يتعرض له من تهميش و تفقير من قبل بعض المسؤولين المتاهونين المفسدين، مكذِباً بذلك كل الشائعات الداعية الى التشكيك في التلاحم والترابط الذي يميزه، والهادفة إلى خلق البلبلة والانقسامات داخل هذا الوطن.
فالمغرب يملك شعباً صبوراً معطاءاً لايقهر، متضامن في الضراء قبل السراء، متشبتاً بوحدته رزينا في قراراته، ملِماً بقضاياه، رغم اتهامه بالغباء والسداجة من قبل معاديه، فهو يدري متى يقف وقفة رجل واحد؟ و أين يضع خطاه بثبات؟ ضارباً كل الإملاءات و التأثيرات الخارجية بعض الحائط.
 نعم هناك قضايا عالقة ، و هناك ملفات اقتصادية واجتماعية و سياسية مرصوفة على طاولات الحوار… تحتاج لنقاشات جادة ، و هناك اختلالات ، و هناك فساد يؤرق المغربي، وهناك أيضا مطالب جمة و مختلفة على مكاتب تحتاج لأن يُنْظر فيها بتمعنٍ و بِتريثٍ، وهناك الامسؤولية وتقصير وظلم و تعسف … ، بغض النظر عن هذا كله في المقابل، هناك اصلاحات كبرى وأوراش مفتوحة ، هناك تطور وتقدم ملموس تشهده جميع ربوع المملكة في مختلف المجالات الحياتية، و نتائج طيبة حُقِقت بالمقارنة مع باقي جيرانه، وهناك أيضا المزيد من الأوراش  تحتاج لمتسعٍ من الوقت لتحقيقها.
لقد أجبر المغرب الفاعلين الدوليين والأقليميين على الاعتراف بمكانته وما حققه من تطور ونماء في العقود الأخيرة ، رغم كل العوائق و المثبطات، و في ظروف عالمية استثنائية استطاع أن يُحَصِن وحدته، و يُؤَمِن اقتصاده، و يخلق ملاذا للبلدان التي تعرف سؤء الاستقرار، فلعبت دبلوماسته دورا مهما في تحسين صورة المغرب خارجيا، بل مكّنته  بأن يصبح فاعلا أساسيا في النظام الدولي، فتنظيمه تظاهرات ثقافية و اقتصادية سياسية… ماهي الإ دليل قوي على المكانة والثقة التي يحضى بها المغرب من لدن المنظومة الدولية.
قد ينتقص البعض من المغرب كونه بلد يعاني من اختلالات في مجال تدبير الشؤون الداخلية، ومن مشاكل مرتبطة بالتعليم الصحة و الادارة و التشغيل، و يتحجج عن ذلك بوجود عدد كبير من اختلاسات و سوء تسيير و فساد سياسي ، وعن نقص على مستوى المجال الصحي و التعليمي و ضعف في مجالات التنمية … لكن هذا الأمر لا ينطبق على المغرب وحده ، بل تعرفه أرقى الدول الديمقراطية وأعرقها.
إنه بات من الواجب على المغاربة النظر الى الجزء الممتلئ من الكأس باعتزاز و افتخار، وأن ينظروا الى الجزء الآخر منه بعين ناقدة بنَّاءة، للحفاظ على المكتسبات وتحقيق الطموحات.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة