بقلم : بوشتى جد
تعددت الأحزاب السياسية في المغرب إذ يقارب عددها الأربعين حزبا سياسيا كل حزب من هذه الأحزاب يدعي أنه هو الأصلح لخدمة الوطن والمواطنين وأنه هو من يحمل المفتاح السحري لحل الكثير من الأزمات التي تتخبط فيها بلادنا وغالبا مايكون المواطن البسيط هو من يؤدي ثمنها كل يوم فهناك أزمة الغلاء وأزمة تفاقم مشكل البطالة وأزمة الصحة ومعاناة المواطنين مع هذا القطاع الحيوي وهناك أزمةالنقل الحضري بالمدن وأزمة التجهيز وضعف البنيات التحتية وأزمةالتعليم…كل هذه الأزمات اليومية تحاول الأحزاب السياسية إستغلالها وتوظفيها ضمن خطابها السياسي وبرامجها الإنتخابية هذا جيد وجميل لو كانت أحزابنا السياسية تتحلى بروح المواطنة وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة إذ أن الواقع الذي نعيشه يثبت لنا أن أغلب الأحزاب السياسية عندنا تحرص عن تحقيق مصالحها السياسية والحزبية أكثر من حرصها على مصلحة الوطن والمواطنين وهذا ماجعل فئة عريضة من الشباب لاتثق في الأحزاب السياسية ولا في السياسة ككل مما ولد أزمة ثقة بين الشباب وبين هذه الأحزاب التي تعزف على نفس الموسيقى وتردد نفس اللحن فكلما حل موعد الإنتخابات إلا وتجد مرشحي هذه الأحزاب يبدعون في الخطابات السياسية الفضفاضة والكلام المعسول وإعطاء الوعود الكاذبة مثل سنعمل على فعل كذا وكذا وإنجاز كذا وكذا ومحاربة كذا وكذا… وما إن تنتهي الحملة الإنتخابية حتى يختفي أغلب المرشحين عن الأنظار أو تجد هذا الذي كان يرفع شعار محاربة الفساد والمفسدين هو من أكبر المفسدين في هذا البلد فكيف للشباب والجيل الصاعد ان يثق في هؤلاء ؟ إن عزوف العديد من الشباب عن المشاركة في السياسة وعدم تسجيلهم في اللوائح الإنتخابية أو عدم توجههم الى مكاتب التصويت راجع بالأساس إلى أزمة فقدان الثقة ويوم أن تكون لنا أحزاب سياسية تحمل هم المواطن وتسعى الى خدمته والدفاع عن مصالحة ساعتها نجد الشباب لايتردد في المشاركة السياسية ولا يكره السياسة والسياسين .