يا زارع العلم تمهل في حصده.

jamal6 نوفمبر 2017آخر تحديث :
يا زارع العلم تمهل في حصده.
بقلم : أبو نواس راضى 
مما لا شك فيه أن الشجرة المثمرة لا تنتج المردود المرغوب فيه من تلقاء نفسها، بل يتطلب ذلك الاهتمام والرعاية، وإن لم تحصل هذه الرعاية و تحقيق التحصين اللازم من الطفيليات لأفسدت الغلة، والغلة لا تقيم بالكثرة أو الحجم بقدر ما تقيم بالجودة و سعرة الحرارية، فحبة طماطم البيوطبيعية تفوق الكلوغرامات من الطماطم الملقح و المنقح.
فربطا بما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فيديو أستاذ ورززات المعنف من قبل تلميذه العاق، هو بمثابة الشجرة التي أثمرت ثمرة سيئة الطعم و المذاق، لم يتم الاعتناء بها كما يجب ، فتعرضت لعدة عوامل غيرت جودتها ومذاقها المزقم، لم يجود الراعي فجادت الطفيليات،  فليس الذنب ذنب الشجرة و لا الثمرة أذنبت، وليس أيضا فضول الطفيليات.
فليس غريبا أن نشاهد هذا النوع من العقوق في ظل سوء الرعاية والمتابعة ، فمازالت هذه فقط البداية لمسلسل طويل من تعنيف الأستاذ في فصله ، والمدير في مكتبه، والقاضي في محكمته، والإمام في محرابه، والأب في عقر داره… إنها الزراعة البائرة للقيم الفاسدة ، عبر مجموعة من الوسائل وفق مراحل مدروسة و سياسات ممنهجة ، تستهدف زعزعت القيم والأخلاق  ، وضرب وتفكيك الروابط الاجتماعية لتسهيل عملية الاختراق والتدمير الشامل.
لنتساءل من المستفيد من هذا الوضع المتردي؟ و من يقف وراء اقتلاع جدور الاحترام وقيم التسامح من نفسية المغربي ، التي كانت فيما مضى ميزته الأولى والأخيرة ؟ وهل ما يعيشه المجتمع المغربي من ظواهر غريبة عليه هو نتاج تدهور مستوى التعليم به؟ وهل المفارقة الأمنية وحدها كفيلة بتقليل من هذا الاحتقان الاجتماعي..
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة