ضريح ابن بطوطة أثر مهمل بين أزقة طنجة.. دون تدخل الجهات المسؤولة

jamal15 نوفمبر 2017آخر تحديث :
ضريح ابن بطوطة أثر مهمل بين أزقة طنجة.. دون تدخل الجهات المسؤولة

محمد القندوسي

بالأمس وبينما ساقتني الظروف وأنا أجوب أزقة المدينة العتيقة، قمت بزيارة لضريح الرحالة المغربي ابن بطوطة الذي تستديره بعض المنازل المهترئة، ولما بلغت المكان صدمت من هول ما عاينته بصيرتي حول الوضعية التي بات عليها الضريح بأبوابه الموصدة في وجه الزوار والسياح الذي يقصدونه من كل حذب وصوب، حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متردية ومزرية، وزادت صدمتي أكثر عندما أتاني أحد أبناء الحي وقام بفتح الضريح، حيث انتشرت حالة رهيبة من التذمر الشديد التي أصابت أيضا سائحين ألمانيين يعملان في سفارة بلدهم بالعاصمة الأفغانية كابول، حينذاك قالت لي الدبلوماسية الألمانية بنبرة جد متأثرة، إن زاوية ابن بطوطة بكابول تحظى باهتمام فائق وتقدير كبير من قبل المسؤولين وكل الفعاليات الأفغان ، مضيفة أن لا المظهر الخارجي ولا الداخلي للزاوية لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال مع الضريح أو الزاوية الأم المتواجدة هنا بطنجة، قالت ذلك وهي تتحسر على هذا الوضع الحالي والكارثي الذي آل إليه الضريح الذي يعتبر بحق معلمة تاريخية وسياحية وثقافية بامتياز .

 يحدث كل هذا في ظل الصمت المطبق للجهات المسؤولة بالمدينة، وبالتالي فإن هناك جهات عديدة تتقاسم هذه المسؤولية، وإن النصيب الأوفر من المسؤولية تتحملها مديرية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وزارة السياحة، وزارة الثقافة وكذا الجماعة الحضرية، ورغم تعالي الأصوات الشاجبة والمنددة بتردي حالة الضريح الذي لا يوحي بالأهمية التي كان عليها الرجل، تبقى  سياسة اللامبالاة والإهمال هي الحالة السائدة من طرف المسؤولين تجاه مرقد ” ماجلان العرب ” صاحب رائعة “ تحفـــة النظــار في غرائب الأمصار ، وعجائب الأسفار”، الرجل الذي ارتبط إسمه بمدينة طنجة، فكان فخرا لها على مدى حقب تاريخية و قرون مديدة خلت.

وحسب أحد المرشدين السياحيين الذي كان برفقة السائحين الألمانيين، فإن شخصيات عالمية منها فنية وثقافية وسياسية تزور هذا المكان بصفة شبه يومية وغير رسمية، آخرها كانت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير وعقيلته، و الوزير الأول التركي السابق داوود أوغلو وزوجته قبل حوالي عشرة أيام…

رحم الله رحالتنا الطنجي الكبير وأسكنه فسيح جناته .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة