المواطنة المغربية : الصادق بنعلال
بدا واضحا أن النظام الجزائري يرفض بالمطلق الوساطة العربية و الأجنبية (سياسية أو مدنية) بين الجزائر والمغرب، لأن أي شكل من أشكال الوساطات من شأنها المساهمة في إيجاد حل إيجابي يفضي إلى المصالحة والتطبيع وفتح الحدود، وهذا ما تأباه بعناد منقطع النظير الطبقة الحاكمة في بلد “المليون” شهيد، إذ لا يمكن أن تحافظ على وجودها (المادي والمعنوي)، واستغلالها اللامحدود لخيرات البلاد دون شماعة العدو الخارجي، وقد أضحى هذا الأخير مجسدا في المغرب وإسرائيل! والحال أن العدو الحقيقي والأحد يتبلور في الدولة العسكرية البائدة المقاومة للانفتاح والتسامح والسلام، والمؤيدة لكل أنواع التشدد والتطرف والجمود والفساد، والتي خرج الملايين من الشباب الناقم والثائر في حراك شعبي سلمي أسطوري طيلة سنتين مطالبة بإسقاطها، وإقامة دولة وطنية مدنية، تضمن قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية!