بوشتى جد
ظاهرة الإستغلال هي ظاهرة ليست غريبة على مجتمعنا الحالي فالإستغلال عندنا له صور وأشكال مختلفة فهناك إستغلال للأطفال وهناك إستغلال للمرأة وهناك إستغلال للمواهب والطاقات وهناك إستغلال للنفوذ وهناك إستغلال للضروف التي تعيشها بعض الأفراد والمجتمعات وهكذا نجد أن قائمة الإستغلال طويلة وكبيرة وما وجود ظاهرة الإستغلال في مجتمعنا إلا لأننا أنانيين ونريد أن نأخذ ولا نعطي مع أن الحياة أخذ وعطاء وكما قال الشاعر
الناس للناس من بدو وحاضرة بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدموا
إن إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان هو نوع من الظلم والتعدي على الحقوق وفي مجتمعنا أناس يتفننون في إستعمال أساليب الإستغلال فيستغلون ضعف بعض الأشخاص وحاجتهم للمال بسب أوضاعهم الإجتماعية ويجعلون منهم عبيدا أو دمى يلعبون بها الأطفال في سن الصغر يتم إستغلالهم في القيام ببعض الأشغال والأعمال التي لاتناسب أعمارهم وبنيتهم الجسمية أو يستغلون من طرف المتسولين قصد كسب عطف الناس وجني المال الكثير وشباب له طاقات ومواهب في الرياضة أو الفن تستغل طاقتهم ومواهبهم من أجل أن يربح الأخرون ونساء تستغل في الإشهار ووسائل الإعلام والدعارة وإنتاج الأفلام ويبعن أجسادهن مقابل كسب القليل من المال وأناس ضعفاء غلبهم الفقر والجهل والأمية يستغلون في الحملات الإنتخابية بعد حصولهم على وعود إنتخابية فارغة أو أنهم يبيعون أصواتهم مقابل مائة درهم أو مائتين كل هذا يحصل في مجتمع أصبح الإستغلال لديه كثقافة وسلوك وتربية سيتربى عليها الصغير والكبير وفي النهاية يكون لنا مجتمع إستغلالي
إن الإستغلال ظاهرة سيئة طغت على سلوك وحياة العديد من الناس في مجتمعنا حتى أنه يخيل إليك أن المجتمع كله إستغلالي الكبير يستغل الصغير والغني يستغل الفقير…وهذا يتفشى هذا السلوك ويستسري في جسم المجتمع حتى تصبح هذه الظاهرة بالنسبة للكثيرين شيء عادي.
