احتفال مثير للجدل في المانيا بمرور 200 عام على ميلاد كارل ماركس

jamal6 مايو 2018آخر تحديث :
احتفال مثير للجدل في المانيا بمرور 200 عام على ميلاد كارل ماركس
احتفلت ألمانيا السبت بالذكرى المئوية الثانية لميلاد كارل ماركس بتدشين نصب لفيلسوف “ديكتاتورية البروليتاريا” قدمته الصين هبة رغم اعتراض متظاهرين نددوا بالإرث السياسي لفيلسوف كان مرشد الشيوعية.
وظهر السبت، ازيح الستار في مدينة تريف مسقط راس ماركس القريبة من الحدود مع فرنسا ولوكسمبورغ، عن تمثال الفيلسوف البالغ ارتفاعه 5.5 امتار وذلك بحضور نحو 1500 شخص، بحسب الشرطة. ويظهر التمثال كارل ماركس بلحيته الشهيرة مرتديا معطفا، وهو يستعد للقيام بخطوة الى الامام. وحضر الموكب اقارب الفيلسوف الالماني وبينهم عالمة الاجتماع الفرنسية فريدريك لونغي-ماركس اضافة الى مسؤولين صينيين والرئيسة الجديدة للحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني اندريا ناهلس.
وقالت الاخيرة بالمناسبة “ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي لم يعد بالطبع منذ امد بعيد حزبا برؤية ماركسية لكن ماركس ومفاهيمه لا يزالان يشكلان جزءا” من قاعدته السياسية. واضافت “واعتقد انه سيكون من الجيد ان نعيد قراءة بعض تحاليله في الظروف الراهنة”.
وتم في الصباح افتتاح معرض دائم في المنزل الذي شهد في الخامس من آذار/مارس 1818 ولادة صاحب كتاب “راس المال”. وكانت سلطات المدينة تولت ترميم المنزل. وستنظم مدينة تريف في الاشهر القادمة 600 حدث من معارض وحفلات ومسرحيات وندوات لاحياء مسيرة المفكر الشهير.
وجاء تمثال ماركس هدية من الصين، البلد الذي لا يزال رسميا شيوعيا والمستمر في تبني الماركسية ضمن عقيدته. واعتبرت عدة جمعيات واحزاب مناهضة للشيوعية ان هذه البادرة غير مقبولة من “ديكتاتورية مستبدة”.
وتجمعت في المدينة للاحتجاج على تكريم من يعتبرونه ابا سلطات الطغيان الشيوعية. -“تمجيد ماركس”- وتظاهر عشرات من اتحاد مجموعات ضحايا الشيوعية خلف لاقتة تظهر ماركس يعلو جماجم بشرية.
ونظم حزب البديل لالمانيا اليميني المتطرف الذي يحظى بشعبية في ما كان يعرف بالمانيا الشرقية، مسيرة صامتة للتنديد ب “تمجيد ماركس”. ودعا الى “ازالة” نصب المفكر باسم “ضحايا الشيوعية”. في المقابل دعا الحزب الشيوعي الالماني واليسار المتشدد الى التظاهر تخليدا لذكرى ماركس وطالبا “بروليتاريا كافة البلدان بالاتحاد”.
وفي ذلك تذكير بالشعار الشهير الذي اطلقه ماركس وانغلز في “بيان الحزب الشيوعي”. -تجديد- وبعد فقدان مصداقيتها اثر انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت مؤلفات ماركس التي تزامنت وعهد الثورة الصناعية الاولى تشهد نوعا من التجديد.
ويستمر منتقدو انحرافات النظام الراسمالي في العودة اليها وخصوصا اثر الازمة المالية 2007-2008 او للتنديد بتزايد الفوارق بين الفقراء والاغنياء. ونظريات ماركس تبقى ملهمة لحركات سياسية في الغرب.
ويعتبر اليسار الالماني المتشدد الذي يملك بدوره شعبية في المانيا الشرقية السابقة، ان انتقاد ارث ماركس لا محل له من الاعراب.
وقالت سارا فاغنغنيخت احدى قياداته السبت “اذا كان كل شخص يحمل مسؤولية ما ارتكب باسمه، فان (صور) المسيح يجب الا تعلق في اي كنيسة”.
ورأى رئيس المفوضية الاوروبية المحافظ جان كلود يونكر خلال احتفال بالمئوية الثانية في ترير مساء الجمعة أن “ماركس ليس مسؤولا عن كل الأعمال الوحشية التي يجب أن يُحاسب عليها ورثته المفترضون”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة